موضوع الشبهة هو أن النبي صلى الله عليه وسلم تلقى القرآن الكريم وتعاليم النبوة عن ورقة بن نوفل
أولاً : من يدعي هذه الشبهة مجردة من الدليل ، فليخبرونا ما الذي سمعه النبي محمدا من ورقة ؟ ومتى كان ذلك ؟ وأين كان ؟
ثانياً : القرآن الكريم تنزل على مدى 23 سنة, والملحوظ في الأمر أن ورقة قد توفي في أول البعثة .أي أنه لم يعاصر التسلسل الزمني للحوادث الواردة في من نزوله ، فأين ورقة من سؤال يسأله المشركون أو اليهود أو غيرهم للرسول صلى الله عليه وسلم فنرى الإجابة قد وجدت في حينها وجاء القرآن يشرحها ويحدد موقفه منها :كقوله تعالى : " يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ .. "
وكقوله : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ .. "
وكقوله : " يَسئَلونكَ عن الخمرِ والميسرِ قُل فيهِما إثمٌ كبيرٌ ومنافعُ للنّاسِ وإثمُهُما أكبرُ مِن نَّفعهما، ويسئَلونَكَ ماذا يُنفقونَ قُلِ العَفو " ... كثيرا ًحتى بلغ (يسألونك) نحو خمسة عشر سؤالا وجهت للرسول في أوقات متباعدة، ونزل القرآن للرد عليها, فأين هو ورقة بن نوفل من هذه الأسئلة وقد توفي في أول البعثة؟
هل ... وهل ... وهل...
ثالثاً : النبي لم يلتق بورقة بن نوفل إلا مرة واحدة، ولا يعقل أنه في لقاء واحد أن يأخذ النبي من ورقة 114 سورة 6236 أية. فكما ذكرنا القرآن الكريم تنزل على مدى 23 سنة وقد توفي ورقة في أول البعثة .أي أنه لم يعاصر التسلسل الزمني للحوادث الواردة في من نزوله على هذا المدى 23 سنة.
رابعاً : إن كان ورقة – كما يزعمون – قد صنع نبى، فلماذا لم يصنع من نفسه نبياً ؟؟ هل من الممكن أن يُضحى إنسان بنفسه إلى هذا الحد فلا يجعل من نفسه نبى ويصنع بدلا منه نبى آخر ؟؟
خامساً :-:إن الرسول الكريم لم يطلب الذهاب إلى ورقة بن نوفل ولكن من أخذته إليه هى زوجته السيدة خديجة ، لأن ورقة هذا كان قد تنصر في الجاهلية فقد كان يكتب من الإنجيل ، فالسيدة خديجة أرادت أن تعرف منه أي من ورقة هل الذى رأه الرسول فى الغار هو الوحي ؟
ومن أوثق الأدلة التى تنسف هذه الشبهة نسفاً هو رد فعل ورقة على ما سمعه من النبى الكريم والذي يدل على صدقه صلى الله عليه وسلم فعندما سمع ورقة من النبى ما حدث له فى الغار أخبره على الفور أن هذا هو الناموس الذى نزل على موسى ليس هذا فقط بل تعهد أى ورقة بأنه إذا ما بقى على قيد الحياة سينصر الرسول ويؤازره عندما يخرجه قومه وهذا ما جاء في صحيح البخاري : فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله ﷺ خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله ﷺ أومخرجي هم قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم دنا من رسول الله صلى الله فقبل رأسه ثم لم ينشب ورقة إلا أن توفي بعدها.
معنى كلام ورقة هو تيقنه من أن الذى أمامه ( الرسول الكريم ) هو النبى الخاتم وأن رسالته هى الرسالة الخاتمة نظرا لأن ورقة قرأ كتب السابقين وعرف أنه سيأتى نبى بعد عيسى عليه السلام ..
وصدق الله إذا يقول في كتابه العزيز " وَقَالَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ إِنْ هَـَذَا إِلاّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً وَزُوراً * وَقَالُوَاْ أَسَاطِيرُ الأوّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىَ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * قُلْ أَنزَلَهُ الّذِي يَعْلَمُ السّرّ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِنّهُ كَانَ غَفُوراً رّحِيماً " الفرقان 4-6.
ردا في قمة الروعة
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ردحذف